سورة النجم - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النجم)


        


قوله جلّ ذكره: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}.
والثريا إذا سقط وغرب. ويقال: هو جِنْسُ النجوم أقسم بها.
ويقال: هي الكواكب. ويقال: أقسم بنجوم القرآن عَلَى النبي صلى الله عيله وسلم ويقال هي الكواكب التي تُرمَى بها الشياطين.
ويقال أقسم بالنبي صلى الله عليه وسلم عند مُنَصَرفهِ من المعراج.
ويقال: أقسم بضياء قلوب العارفين ونجوم عقولِ الطالبين.
وجوابُ القسَم قوله: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}: أي ما ضَلَّ عن التوحيد قط، {وَمَا غَوَى}: الغَيُّ: نقيضُ الرُّشد.. وفي هذا تخصيصٌ للنبي صلى الله عليه وسلم حيث تولّى- سبحانه- الذّبَ عنه فيما رُميَ به، بخلاف ما قال لنوح عليه السلام وأذِنَ له حتى قال: {لَيْسَ بِى ضَلاَلَةٌ} [الأعراف: 61]، وهود قال: {لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ} [الأعراف: 67]. وغير ذلك، وموسى قال لفرعون: {وَإِنِّى لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً} [الإسراء: 102]. وقال لنبينا صلى الله عليه وسلم: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}: معناه ما ضلَّ صاحبُكم، ولا غَفَل عن الشهود طَرْفَةَ عينٍ.
قوله جلّ ذكره: {وَمَا ينطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى}.
أي ما ينطق بالهوى، وما هذا القرآنُ إلا وحيٌ يُوحَى. وفي هذا أيضاً تخصيصٌ له بالشهادة؛ إذ قال لداود: {فَاحْكُم بَيْنَ النَّاس بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى} [ص: 26].
وقال في صفة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
{ومتى ينطق عن الهوى} وهو في محل النجوى؟ في الظاهر مزمومٌ بزمام التقوى، وفي السرائر في إيواء المولى، مُصَفَّى عن كدورات البشرية، مُرَقَّى إلى شهود الأَحَدِية، مُكاشَفٌ بجلالِ الصمدية، مُخْتَطفٌ عنه بالكُلِّيَّة، لم تبقَ منه إلا للحقِّ بالحقِّ بقية ومَنْ كان بهذا النعت متى ينطق عن الهوى؟


قوله جلّ ذكره: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}.
والثريا إذا سقط وغرب. ويقال: هو جِنْسُ النجوم أقسم بها.
ويقال: هي الكواكب. ويقال: أقسم بنجوم القرآن عَلَى النبي صلى الله عيله وسلم ويقال هي الكواكب التي تُرمَى بها الشياطين.
ويقال أقسم بالنبي صلى الله عليه وسلم عند مُنَصَرفهِ من المعراج.
ويقال: أقسم بضياء قلوب العارفين ونجوم عقولِ الطالبين.
وجوابُ القسَم قوله: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}: أي ما ضَلَّ عن التوحيد قط، {وَمَا غَوَى}: الغَيُّ: نقيضُ الرُّشد.. وفي هذا تخصيصٌ للنبي صلى الله عليه وسلم حيث تولّى- سبحانه- الذّبَ عنه فيما رُميَ به، بخلاف ما قال لنوح عليه السلام وأذِنَ له حتى قال: {لَيْسَ بِى ضَلاَلَةٌ} [الأعراف: 61]، وهود قال: {لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ} [الأعراف: 67]. وغير ذلك، وموسى قال لفرعون: {وَإِنِّى لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً} [الإسراء: 102]. وقال لنبينا صلى الله عليه وسلم: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}: معناه ما ضلَّ صاحبُكم، ولا غَفَل عن الشهود طَرْفَةَ عينٍ.
قوله جلّ ذكره: {وَمَا ينطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى}.
أي ما ينطق بالهوى، وما هذا القرآنُ إلا وحيٌ يُوحَى. وفي هذا أيضاً تخصيصٌ له بالشهادة؛ إذ قال لداود: {فَاحْكُم بَيْنَ النَّاس بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى} [ص: 26].
وقال في صفة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
{ومتى ينطق عن الهوى} وهو في محل النجوى؟ في الظاهر مزمومٌ بزمام التقوى، وفي السرائر في إيواء المولى، مُصَفَّى عن كدورات البشرية، مُرَقَّى إلى شهود الأَحَدِية، مُكاشَفٌ بجلالِ الصمدية، مُخْتَطفٌ عنه بالكُلِّيَّة، لم تبقَ منه إلا للحقِّ بالحقِّ بقية ومَنْ كان بهذا النعت متى ينطق عن الهوى؟


قوله جلّ ذكره: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى}.
أي جبريل عليه السلام. و{ذُو مِرَّةٍ}: أي ذو قوة وهو جبريل. {وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى} أي جبريل.
{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
دنا جبريلُ من محمدٍ عليه السلام. فتدلَّى جبريلُ: أي نَزَلَ من العُلُوِّ إلى محمد.
وقيل: {تدلَّى} تفيد الزيادةَ في القُرْب، وأَنَّ محمداً عليه السلام هو الذي دنا من ربِّه دُنُوَّ كرامة، وأَنَّ التدلِّى هنا معناها السجود.
ويقال: دنا محمدٌ من ربِّه بما أُودِعَ من لطائفِ المعرفة وزوائِدها، فتدلَّى بسكون قلبه إلى ما أدناه.
{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}: فكان جبريل- وهو في صورته التي هو عليها- من محمد صلى الله عليه وسلم بحيث كان بينهما قَدْرُ قوسين أو أدنى.
ويقال: كان بينه- صلى الله عليه وسلم- وبين الله قَدْر قوسين: أراد به دُنُوَّ كرامة لا دُنُوَّ مسافة.
ويقال: كان من عادتهم إذا أرادوا تحقيقَ الأُلْفَةِ بينهم إِلصاقُ أحدِهم قوسَه بقوس صاحبه عبارةً عن عقد الموالاة بينهما، وأنزل اللَّهُ- سبحانه- هذا الخطابَ على مقتضى معهودهم. ثم رفع اللَّهُ هذا فقال: {أَوْ أَدْنَى} أي بل أدنى.
قوله جلّ ذكره: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَآ أَوْحَى}.
أي أَوحى اللَّهُ إلى محمدٍ ما أوحى. ويقال: أَحْمَلَه أحْمَالاً لم يَطَّلِعْ عليها أحدٌ.
ويقال: قال له: ألم أجدك يتيماً فآويتُك؟ ألم أجدك ضالاًّ فَهديتُك؟
أَلم أجدك عائلاً فأغنيتك؟ أَلم أِشرح لك صدرك؟
ويقال: بَشَّرَه بالحوض والكوثر.
ويقال: أوحى إليه أَنَّ الجنَّةَ مُحَرَّمةٌ عَلَى الأنبياءِ حتى تدخلها، وعلى الأمم حتى تدخلها أُمتَّك. والأَوْلَى أَن يقال: هذا الذي قالوه كله حَسَنٌ، وغيره مما لم يَطَّلِعْ أحدٌ , كله أيضاً كان له في تلك الليلة وحدَه؛ إذ رقَّاه إلى ما رقَّاه، ولقَّاه بما لقَّاه، وأدناه حيث لا دنوَّ قبله ولا بعده، وأخذه عنه حيث لا غيرٌ، وأصحاه له في عين ما محاه عنه، وقال له ما قال دون أن يَطَّلِعَ أحدٌ على ما كا بينهما من السِِّّرِّ.
قوله جلّ ذكره: {مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى}.
ما كذَّبَ فؤادُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ما رآه ببصره من الآيات. وكذلك يقال: رأى ربَّه تلك الليلة على الوصف الذي عَلِمَه قبل أن يراه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5